شرح درس علم الاجتماع المفهوم وألاهداف والميادين
أن حضارة الإنسان والفكر البشري سبقت ظهور علم الاجتماع بآلاف السنين.
والتراكم الذي حدث في المعلومات والمعرفة وظهور مختلف الآراء والأفكار نتج عن
تطور الحضارات ووجود المخترعات عبر العصور. وعليه فإن المفكرين الذين كتبوا
حول الظواهر الطبيعية والاجتماعية والثقافية ظهروا في كل العصور التاريخية كما أنهم انحدروا من خلفيات أو أصول متعددة شرقية أو غربية. وعلى الرغم من أنهم كانوا يمارسون الأسلوب الفلسفي الذي جاء بعد الفكر اللاهوتي أي أنهم اعتمدوا
على التأمل العقلي واستطاعوا التنبؤ بكثير من المبادئ والأسس الفكرية والمعرفية
وعلى التراث الفلسفي القديم لحضارة وادي الرافدين ووادي النيل والتراث العربي
الإسلامي الذي أصبح فيما بعد إحدى الركائز والقواعد الجوهرية التي اعتمدت عليها
النظريات المعاصرة.
علما أن جميع العلوم كانت حثت لواء الفلسفة وقد انفصلت عنها العلوم
الطبيعية ثم حلقتها العلوم الإنسانية ومنها علم الاجتماع.
أولا: أسباب ظهور علم الاجتماع
أن من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور علم الاجتماع هي ما يأتي:
1- تطور البحوث والدراسات وظهور بعض المدارس الفكرية في أوربا بعد عصر
النهضة والتحرر من الضغوط الدينية وخاصة تلك التي كانت بيد الكنيسة فقد ظهر مثال، مدرسة العقد الاجتماعي وخاصة أفكار (جان جاك روسو) كما ظهرت مدارس أخرى تتداخل فيها الفلسفة والاجتماع والسياسة.
2- الآثار السلبية والمشاكل الكثيرة التي جاءت بها الثورة الصناعية خاصة فيما يتعلق بأحوال العمال والنساء والأطفال
3- آثار الدمار والخراب التي أدت إليها الثورة الفرنسية والدعوة إلى ضرورة إعادة
بناء فرنسا وأصالح النظام وتحقيق الاستقرار في المجتمع وربما كان ذلك من بين أهم الأهداف التي كان يفكر بها (كونت) عندما دعا إلى ظهور علم الاجتماع.
ثانيا: مفهوم علم الاجتماع
يعرف علم الاجتماع بتعاريف مختلفة حسب المدارس أو النظريات المتعددة التي
تقوم بعرض وجهة نظرها في هذا المجال.
ورمتا أكثر التعاريف شمولا وسهولة هو ذلك التعريف الذي يرى بأن علم الاجتماع هو علم دراسة المجتمع. ولكن المجتمع يحتاج إلى تعريف ومرة أخرى لا يوجد إجماع حول تحديد المقصود بالمجتمع على الرغم من أن توفر بعض الأسس يمكن
أن توجد مثل هذا التعريف الذي يوجد عليه شبه إجماع أو إجماع إلى حد كبير
بنو أغلب الاتجاهات. على سبيل المثال وجود الأفراد والأرض التي يسكن فيها هؤلاء الأفراد وثقافة معينة وغيرها من الأسس المهمة الأخرى.
وقد يعرف علم الاجتماع بأنه العلم الذي يدرس التفاعل الاجتماعي (أو) البناء الاجتماعي (أو) الفعل الاجتماعي.
ولكن نرى أن أبسط التعاريف هو ذلك التعريف الذي يحدد علم الاجتماع
بأنه العلم الذي يدرس العلاقات بين الأفراد داخل المجتمع أو يدرس العلاقات
الاجتماعية.
علم الاجتماع:
هو العلم الذي يفهم ويفسر السلوك الاجتماعي.
علم الاجتماع:
هو العلم الذي يهتم بدراسة شبكة العالقات والتفاعلات الاجتماعية التي تقع بني الأفراد والجماعات والمؤسسات على اختلاف أنواعها وأغراضها.
ثالثا:أهداف علم الاجتماع
أما أهم الأهداف التي يسعى إليها علم الاجتماع فيمكن أن توجز بالنقاط الآتية:
1- يحاول دراسة المجتمع أو البناء الاجتماعي وتحليل العناصر أو الأجزاء المكونة له والوظائف التي يقوم بها. فالبناء الاجتماعي يتكون من مؤسسات متعددة
كالمؤسسة الأسرية (العائلية) والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية
ومن ضمنها المؤسسة الأمنية كأجهزة الشرطة.
2- يدرس طبيعة العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع ومؤسساته والتي تتخذ طابعا
إيجابيا يخدم بناء المجتمع وإعماره أو أنها تتخذ طابعا سلبيا، كالانحراف عن
السلوك الاعتيادي بجميع أنواعه الذي يضر بالمجتمع أو بعض مؤسساته وأفراده.
3- يهدف علم الاجتماع إلى دراسة المشكلات الاجتماعية مثل الجنوح عند الأحداث والجريمة والإدمان... وغيرها من المشاكل. ويحاول بعد دراستها دراسة دقيقة تقديم المقترحات للحد منها أو القضاء عليها حسب الظروف القائمة في المجتمع.
4- يدرس علم الاجتماع مؤسسات الضبط الاجتماعي الرسمية منها كالقانون والشرطة والمحاكم، وغير الرسمية كالقيم والعادات والأعراف والدين وغيرها ومدى فاعليتها في ضبط سلوك الأفراد والجماعات الذين ينتمون إلى ديانات مختلفة وقوميات متباينة كالمسلمين والمسيحيين والعرب والتركمان في العراق أو في أي جزء آخر من العالم.
رابعا: ميادين علم الاجتماع
توجد ميادين وحقول دراسية متعددة يتفرع إليها علم الاجتماع كما هو الحال
في بقية العلوم الاجتماعية أو الإنسانية أو الطبيعية.
1- يدرس المجتمع أو البناء الاجتماعي وعناصره أو أجزائه الأساسية.
2- يخضع لدراسة التنظيمات والمؤسسات المختلفة في البناء الاجتماعي كالمؤسسات
السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والتعليمية والأمنية.
3- يلقي الضوء على ثقافة المجتمع بجانبيها المادي وغير المادي أو المعنوي الروحي كما يطلق عليه بعض الاختصاصيين. والجانب المادي يتضمن الأشياء الملموسة أو المحسوسة كالآلات والأدوات... وغير ذلك.
أما الجانب غير المادي فيتكون من كل الأشياء غير الملموسة كالقيم والعادات
والتقاليد والأفكار والفلسفات... وغيرها من ظواهر غير محسوسة.
4- يدرس علم الاجتماع أنواع المجتمعات، أو ظواهر محددة فيها سواء أكانت ريفية
أم حضرية أو تلك التي تمر في مرحلة انتقالية بين التقليد والحداثة كما هو الحال
في كثير من المجتمعات النامية ومن ضمنها المجتمع العراقي.
فروع علم الاجتماع
1- علم الاجتماع الاقتصادي وعلم الاجتماع الصناعي:
يتضمن قضايا المعاش ووجوهه من الكسب والصنائع والمهن والحرف المختلفة التي توجد في المدينة وقيمة العمل البشري والصناعة في جميع أشكالها وما يرتبط بها من مؤسسات وأفراد.
2- علم الاجتماع الديني:
هو العلم الذي يهتم بدراسة أصل نشوء الدين وتفسيراته وظواهره وأصل الاعتقاد وفكرة الروح وظاهرتي الأحلام والموت، وجميع الممارسات والشعائر الدينية التي يقوم بها الأفراد تجاه أشياء مقدسةوطبيعة
المعتقدات والممارسات التي توحد بينهم وتجعلهم كتلة متراصة.
3- علم الاجتماع المعرفي وعلم الاجتماع الثقافي:
ويهتم بدراسة العلوم وأصنافها والتعلم وطرقه، والفكر الإنساني وأثره في المجتمع وصلته بسائر العلوم، ويدرس خصائص أهل العلم ومنزلتهم الاجتماعية وعالقة العلم بازدهار المجتمع.
4- علم الاجتماع السياسي:
ويهتم بدراسة أنظمة الحكم وأشكالها والدول وطبيعة التفاعل الموضوعي والجدلي بين الدولة والمجتمع والظروف والعوامل الاجتماعية التي تؤثر في مجرى الأحداث السياسية في البنية الاجتماعية.
5- علم الاجتماع البدوي والريفي:
ويهتم بدراسة المجتمعات البسيطة في نشاطها الاقتصادي وعلاقتها الاجتماعية. كما أنه يدرس نشأة الأرياف ونموها وازدهارها واضمحلالها وتدهور أحوالها الاقتصادية والاجتماعية والحضارية.
6- علم الاجتماع الحضري:
وهو العلم الذي يدرس حياة المدينة بما فيها تحليل المدينة كظاهرة اجتماعية مستقلة مع دراسة المشكلات الاجتماعية والحضارية والإقليمية التي تجابهها.
7- علم الاجتماع التربوي أو التعليمي:
وهو العلم الذي يهتم بدراسة وتحليل المؤسسات والمنظمات التربوية في المجتمع كما يهتم بدراسة العلاقات الوظيفية بين التربية ومؤسسات المجتمع الأخرى، كما يهتم بدراسة موضوع اختيار الطلبة للدخول إلى المدارس والكليات.